بقلم الاستاذ : اديب الصانع
كتم الداء له صور ومراتب ولا أخالكم تجهلون ما الداء (العيوب والمعاصي ولنا معها وقفة) ... والمثال الآتي يوضح شيئا من الداء وكتمه
فهذا يسير في قاربه املا بالنجاة ولكنه لم ينتبه لوجود ثقوب كبيرة وصغيرة أسفل القارب فهو حتما إلى الغرق أقرب ...
وآخر تنبه للثقوب لكن لم يأخذها على محمل الجد واستمر في رحلته فرحا فمصيره مثل الأول ...
وآخر أراد المعالجة لا بدافع النجاة ولكن لتجنب المساءلة فأصلح قليلا منها ليعزي نفسه ويعذرها فكان حجم المعالجة أقل من حجم المشكلة وهيهات له النجاة ....
وآخر تنبه واهتم وكان نظره منصبا على إصلاح آثار الثقوب من الماء المتدفق فعمل الساعات الطويلة على إخراج الماء من قاربه فما لبث أن أرهق ووهن وازدادت الثقوب وازداد حجمها وكان مصيره مثل الآخرين مع زيادة مدة بقائه حيا ...
وهذا المثال يمثلنا جميعا سواء كنا أفرادا أو جماعات ... والنجاة من كتم الداء تتمثل أولا بمعرفته والبحث عنه .... ثم أخذه على محمل الجد من غير تبرير ولا تجاهل ولا تساهل ... ثم العمل على علاجه علاجا كافيا صحيحا ... مبتعدين في ذلك عن علاج النتائج والأعراض منتبهين لعلاج الأسباب والأمراض
وكل من هذه الصور الثلاثة يمثل كتما للداء من وجه فالأول كتمه عن نفسه بالجهل وعدم الاهتمام ... والثاني أخفاه عن نفسه بالتساهل والتغافل ... والثالث ستره عن الوجود بتركيز النظر بنتائجه دون الغوص إلى أسبابه ومقدماته.
ويمكن القول في تعريفه : أن تسير والداء مصاحب لك .... جهلا أو تجاهلا من غير علاج حقيقي ومؤثر
ومشكلة الداء تكمن في تناسبه الطردي مع مدة المصاحبة
فهو مثل الشجرة الضارة... اقتلاعها في أول الأمر سهل ميسور ولكن تأخير الاقتلاع يفضي إلى تجذر يصعب معه اقتلاع الشجرة إلا بوسائل استثنائية ...
وكان أحد شيوخنا يقول لنا أن حلاوة الذنب إذا تجذرت في قلبك فاقتلاعه ممكن لكن بهمة (جرافة) .. وغبي أنت إذا حاولت اقتلاعه بيد أضعف من يد في رحم
وقد مثلوه أيضا بحصان دخل ممرا كلما توغل فيه ضاق عليه ... فإذا استمر في التوغل تقلصت فرصة الالتفاف والرجوع!
وحتى اكون عمليا معك فإني سائلك ولكن تذكر "من" التي تحدثنا عنها قبل
كم من المدة تقضيها للتعرف على عيوبك ومعاصيك بل على مكامن القوة فيك لتطويرها وتحسينها ...
إن كنت من الذين يبحثون عن ذلك هل سألت نفسك عن وجهة البحث ودافعه (حب الإنجاز .. الشهرة والجاه ... الله ورضاه)
هل طورت وسائل البحث عندك وغيرت طريقته
هل تفرق بين العيوب الصغيرة والكبيرة أم أن الأمر سيان
هل تنظر لأمر الأخطاء بعين الإزالة أم بعين الإخفاء فقط
هل تفرق بين العيوب الظاهرة والمستترة في العلاج ولماذا ..
هل تحاول البحث عن أسباب العيوب وجذورها أم أنك تكتفي بالنظر لأوراق الشجرة وثمارها؟
هل خططت للموضوع ؟
هل تعرف أين انت الآن في مسيرة الخطة ؟
وأسئلة كثيرة بإمكانك الزيادة عليها ... مع نفسك أو هنا في هذا الموضوع ... فهدفي منها تحريك الساكن وإظهار المخفي والله المستعان
ولكن الذي يحير في الموضوع لماذا نصطحب الداء معنا ... ونصر على وجوده ولا نجزم جزما قاطعا بإنهاءه ؟؟ اليس الأمر محيرا أم أنني أتوهم
يتبع
من كتم دائه قتله (1)
من كتم دائه قتله (2)
كتم الداء له صور ومراتب ولا أخالكم تجهلون ما الداء (العيوب والمعاصي ولنا معها وقفة) ... والمثال الآتي يوضح شيئا من الداء وكتمه
فهذا يسير في قاربه املا بالنجاة ولكنه لم ينتبه لوجود ثقوب كبيرة وصغيرة أسفل القارب فهو حتما إلى الغرق أقرب ...
وآخر تنبه للثقوب لكن لم يأخذها على محمل الجد واستمر في رحلته فرحا فمصيره مثل الأول ...
وآخر أراد المعالجة لا بدافع النجاة ولكن لتجنب المساءلة فأصلح قليلا منها ليعزي نفسه ويعذرها فكان حجم المعالجة أقل من حجم المشكلة وهيهات له النجاة ....
وآخر تنبه واهتم وكان نظره منصبا على إصلاح آثار الثقوب من الماء المتدفق فعمل الساعات الطويلة على إخراج الماء من قاربه فما لبث أن أرهق ووهن وازدادت الثقوب وازداد حجمها وكان مصيره مثل الآخرين مع زيادة مدة بقائه حيا ...
وهذا المثال يمثلنا جميعا سواء كنا أفرادا أو جماعات ... والنجاة من كتم الداء تتمثل أولا بمعرفته والبحث عنه .... ثم أخذه على محمل الجد من غير تبرير ولا تجاهل ولا تساهل ... ثم العمل على علاجه علاجا كافيا صحيحا ... مبتعدين في ذلك عن علاج النتائج والأعراض منتبهين لعلاج الأسباب والأمراض
وكل من هذه الصور الثلاثة يمثل كتما للداء من وجه فالأول كتمه عن نفسه بالجهل وعدم الاهتمام ... والثاني أخفاه عن نفسه بالتساهل والتغافل ... والثالث ستره عن الوجود بتركيز النظر بنتائجه دون الغوص إلى أسبابه ومقدماته.
ويمكن القول في تعريفه : أن تسير والداء مصاحب لك .... جهلا أو تجاهلا من غير علاج حقيقي ومؤثر
ومشكلة الداء تكمن في تناسبه الطردي مع مدة المصاحبة
فهو مثل الشجرة الضارة... اقتلاعها في أول الأمر سهل ميسور ولكن تأخير الاقتلاع يفضي إلى تجذر يصعب معه اقتلاع الشجرة إلا بوسائل استثنائية ...
وكان أحد شيوخنا يقول لنا أن حلاوة الذنب إذا تجذرت في قلبك فاقتلاعه ممكن لكن بهمة (جرافة) .. وغبي أنت إذا حاولت اقتلاعه بيد أضعف من يد في رحم
وقد مثلوه أيضا بحصان دخل ممرا كلما توغل فيه ضاق عليه ... فإذا استمر في التوغل تقلصت فرصة الالتفاف والرجوع!
وحتى اكون عمليا معك فإني سائلك ولكن تذكر "من" التي تحدثنا عنها قبل
كم من المدة تقضيها للتعرف على عيوبك ومعاصيك بل على مكامن القوة فيك لتطويرها وتحسينها ...
إن كنت من الذين يبحثون عن ذلك هل سألت نفسك عن وجهة البحث ودافعه (حب الإنجاز .. الشهرة والجاه ... الله ورضاه)
هل طورت وسائل البحث عندك وغيرت طريقته
هل تفرق بين العيوب الصغيرة والكبيرة أم أن الأمر سيان
هل تنظر لأمر الأخطاء بعين الإزالة أم بعين الإخفاء فقط
هل تفرق بين العيوب الظاهرة والمستترة في العلاج ولماذا ..
هل تحاول البحث عن أسباب العيوب وجذورها أم أنك تكتفي بالنظر لأوراق الشجرة وثمارها؟
هل خططت للموضوع ؟
هل تعرف أين انت الآن في مسيرة الخطة ؟
وأسئلة كثيرة بإمكانك الزيادة عليها ... مع نفسك أو هنا في هذا الموضوع ... فهدفي منها تحريك الساكن وإظهار المخفي والله المستعان
ولكن الذي يحير في الموضوع لماذا نصطحب الداء معنا ... ونصر على وجوده ولا نجزم جزما قاطعا بإنهاءه ؟؟ اليس الأمر محيرا أم أنني أتوهم
يتبع
من كتم دائه قتله (1)
من كتم دائه قتله (2)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق